خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م : حياة النبي من الميلاد إلى البعثة ، للدكتور محروس حفظي
خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 4 ربيع أول 1444هـ ، الموافق 30 سبتمبر 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م ، للدكتور محروس حفظي : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة.
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م ، للدكتور محروس حفظي : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 سبتمبر 2022م ، للدكتور محروس حفظي : حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة، بصيغة pdf أضغط هنا.
___________________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
عناصر خطبة الجمعة القادمة: حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة ، للدكتور محروس حفظي :
(1) حالُ البشريةِ قبلَ ميلادِ خيرِ البريةِ .
(2) إرهاصاتٌ قبلَ البعثةِ النبويةِ .
(3) عملُهُ قبيلَ بعثته ﷺ ، ومشاركتُهُ لقومهِ في معايشهِم .
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من الميلاد إلى البعثة ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة
(1) حالُ البشريةِ قبلَ ميلادِ خيرِ البريةِ .
إنَّ العالمَ قبلَ بعثةِ النبيِّ ﷺ كان يشهدُ حالةً مِن التدنِّي الأخلاقِي، والتخبطِ الاقتصادِي، والتمايزِ الطبقِي … إلخ، وصدقَ ربُّنَا حيثُ قالَ: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾، وهذا ما أشارَ إليهِ سيدُنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ في حديثهِ مع ملكِ الحبشةِ حيثُ قَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الْمَلِكُ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِتَوْحِيدِهِ، وَلِنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ» (ابن خزيمة وأحمد)، لكنْ بقيَتْ جملَةٌ منَ الأخلاقِ الحسنةِ التي توارثَتهَا البشريَّةُ عن الأنبياءِ السابقينَ، ولذا كانت مهمتُهُ ﷺ إتمامَهَا وبيانَهَا فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:«إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ»(الأدب المفرد، صحيح) .
لقد كان ميلادُ النبيِّ ﷺ فتحًا ونصرًا للمستضعفينَ، وهدايةً للحيارَى والمتخبطينَ، فهو الرحمةُ المهداةُ، والنعمةُ المسداةُ؛ وقد كانتْ “ثويبةُ” مولاةً لأبي لهبٍ عمِّ الرسولِ ﷺ فأعتقَهَا حين بشرتْهُ بمولدِهِ ﷺ على أصحِّ الأقوالِ، مِمّا كان فعلُهُ هذا سببًا في تخفيفِ العذابِ عنه يومِ الاثنينِ فعن عروةَ بن الزبير«أن ثوبيةَ مولاةُ أبى لهبٍ، وكان أبو لهبٍ أعتقَهَا، فأرضعَتْ النبيَّ ﷺ فلما ماتَ أبو لهبٍ، أُريه بعضُ أهلهِ بشرِّ حيبة، قال له: ماذا لقيتَ؟ قال أبو لهبٍ: لم ألقَ بعدَكُم غيرَ أنِّى سُقيتُ فى هذه بعتقِي ثويبةَ» (البخاري)، وقد نظمَ شمسُ الدينِ محمدُ بنُ ناصرِ الدمشقِي فى هذا المعنى شعرًا، قال فيه:
إذا كان هذا كافراً جاءَ ذمُّهُ … وتبتْ يداهُ فى الجحيمِ مخلدَا
أتَى أنًّه فى يومِ الاثنينِ دائمًا … يخففُ عنهُ للسرورِ بأحمدَا
فما الظنُّ بالعبدِ الذي عاشَ عمرَهُ … بأحمدَ مسرورًا وماتَ موحدَا
لقد وُلِدَ النبيُّ ﷺ يتيمُ الأبِّ؛ ولعلَّ الحكمةَ في ذلك: “تربيةٌ لهُ ولأمتهِ”، أمَّا لهُ فيتلخصُ في الإحساسِ بالآخرين، ومدى معاناةِ اليتيمِ كما قالَ ربُّنَا: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى﴾، ولذا جاءتْ عنهُ الوصايَا المتعددةُ بالإحسانِ إلى اليتامَى، وأمَّا كونُهُ تربيةً لأمتهِ فمتمثلٌ في الصبرِ وعدمِ الجذعِ بموتِ الآباءِ، فهذا نبيُّنَا ﷺ قد فَقَدَ أباهُ ومع ذلك تولَّى اللهُ – عزَّ وجلَّ – رعايتَهُ وعنايتَهُ وتأديبَهُ، فشبَّ على أكملِ حالٍ، وللهِ درُّ القائلِ:
يا مُصطفَى مِن قبلِ نشأةِ آدمٍ .. والكونُ لم يُفتحْ لهُ إغلاقُ
أيرومُ مخلوقٌ ثناءَكَ .. بعدمَا أثنَى على أخلاقِكَ الخلاقُ
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة
(2) إرهاصاتٌ قبلَ البعثةِ النبويةِ .
لقد اصطفَى اللهُ – تعالى – سيدَنَا محمدًا ﷺ مِن سائرِ الخلقِ، فهيأَ لذلك الأسبابَ، ومنحَهُ مِن العطايَا والمننِ ما لم تُعطَ لأحدٍ قبلَهُ ﷺ فعن وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ» (مسلم) .
وفيما يلِي إشارةٌ إلى بعضِ الإرهاصاتِ التي وقعتْ له قبلَ بعثتهِ مِمّا ينبىءُ أنَّه نبيٌّ مرسلٌ مِن قبلِ السماءِ:
*صاحبَ ولادتُهُ بعضُ الكراماتِ: لقد بينَتْ كتبُ السيرِ والشمائلِ بعضَ الكراماتِ التي ظهرتْ عندَ ولادتهِ ﷺ منها: وُلِدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَخْتُونًا، مَقْطُوعَ السُّرَّةِ، وانفلاقُ البرمةِ حينَ وضعَ ﷺ تحتَهَا، وخروجُ نورٍ معه، وتدلِّي النجومُ له، ونزولهُ ساجدًا على الأرضِ بيديهِ فعَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ:«إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ، وَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَأَبِي مُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبِشَارَةُ عِيسَى، وَرُؤْيَا أُمِّي آمِنَةَ الَّتِي رَأَتْ، وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ، وَأَنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ رَأَتْ حِينَ وَضَعَتْهُ لَهُ نُورًا أَضَاءَتْ لَهَا قُصُورُ الشَّامِ، ثُمَّ تَلَا ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ (الحاكم وصححه ووافقه الذهبي) .
*سلامُ الحجرِ عليهِ: إنَّ مِن إرهاصاتِ النبوةِ التي سبقتْ بعثتهُ ﷺ سلامُ الحجرِ عليهِ، وقد أخبرَ هو بذلك فعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : «إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ» (مسلم) .
*عصمتُهُ مِن الفواحشِ ما ظهرَ منها وما بطنَ: لقد كانتْ حياةُ النبيِّ ﷺ قبلَ البعثةِ حياةً فاضلةً، لم تُعرفْ لهُ فيها هفوةٌ، ولم تُحص عليهِ فيهَا زلةٌ، لقد شبَّ ﷺ يحوطُهُ اللهُ بعنايتهِ، ويحفظُهُ مِن أقذارِ الجاهليةِ، حتى صارً أفضلَ قومهِ مروءةً، وأحسنَهُم خلقًا، وأكرمَهُم حسبًا، وأحسنَهُم جوارًا، وأعظمَهُم حلمًا، وأصدقَهُم حديثًا، وأعظمَهُم أمانةً، وأبعدَهُم مِن الفحشِ والأخلاقِ التي تُدنسُ الرجالَ حتى صارَ معروفًا ب “الأمينِ”، ويَحكِي سيدُنَا ذلك فيقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَا هَمَمْتُ بِشَيْءٍ مِمَّا كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَهُمُّونَ بِهِ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا لَيْلَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا عَصَمَنِي اللهُ فِيهِمَا؛ قُلْتُ لَيْلَةً لِبَعْضِ فِتْيَانِ مَكَّةَ وَنَحْنُ فِي رِعَايَةِ غَنَمِ أَهْلِنَا، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: أَبْصِرْ لِي غَنَمِي حَتَّى أَدْخُلَ مَكَّةَ فَأَسْمُرَ فِيهَا كَمَا يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ فَقَالَ: بَلَى. قَالَ: فَدَخَلْتُ حَتَّى إِذَا جِئْتُ أَوَّلَ دَارٍ مِنْ دُورِ مَكَّةَ سَمِعْتُ عَزْفًا بِالْغَرابِيلِ وَالْمَزَامِيرِ , فَقُلْتُ: مَا هَذَا؟ فَقِيلَ: تَزَوَّجَ فُلَانٌ فُلَانَةَ فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ، وَضَرَبَ اللهُ تَعَالَى عَلَى أُذُنِي، فَوَاللهِ مَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قُلْتُ: مَا فَعَلْتُ شَيْئًا , ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ لَيْلَةً أُخْرَى: أَبْصِرْ لِي غَنَمِي حَتَّى أَسْمُرَ بِمَكَّةَ، فَفَعَلَ فَدَخَلْتُ فَلَمَّا جِئْتُ مَكَّةَ سَمِعْتُ مِثْلَ الَّذِي سَمِعْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَسَأَلْتُ، فَقِيلَ فُلَانٌ نَكَحَ فُلَانَةَ، فَجَلَسْتُ أَنْظُرُ، وَضَرَبَ اللهُ عَلَى أُذُنِي، فَوَاللهِ مَا أَيْقَظَنِي إِلَّا مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي، فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ فَقُلْتُ: لَا شَيْءَ , ثُمَّ أَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ، فَوَاللهِ مَا هَمَمْتُ وَلَا عُدْتُ بَعْدَهَا لِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى أَكْرَمَنِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِنُبُوَّتِهِ” (دلائل النبوة) .
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة
(3) عملُهُ قبيلَ بعثته ﷺ ، ومشاركتُهُ لقومهِ في معايشهِم .
لقد ورثَ سيدُنَا محمدٌ ﷺ عن أبيهِ “خمسةً مِن الإبلِ، وقطيعًا مِن الغنمِ، وجاريةً هي أمُّ أيمن، وزوجَهَا مولاهُ زيدَ بنَ حارثةَ فولدتْ لهُ أسامةَ”، وتلك ثروةٌ – في عُرفِ زمانِهَا – ضئيلةٌ، إلَّا أنَّه باشرَ أعمالًا عدةً، وآثرَ عدمَ الاعتمادِ على غيرهِ في كسبِ قوتهِ ورزقهِ، مِن هذه الأعمالِ:
*رعيُ الغنمِ: لقد رعىَ ﷺ الغنمَ في بنيِ سعدٍ ابتداءً، ثُم في مكةَ على قراريطَ لأهلِهَا فعن أبي هريرةَ عن النبيِّ ﷺ قال:«ما بعثَ اللهُ نبيًّا إلّا رعىَ الغنمَ»، فقالَ أصحابُهُ: وأنت؟ فقال: «نعم، كنتُ أرعَاهَا على قراريطَ لأهلِ مكةَ» (البخاري)، والمتتبعُ لتاريخِ الأنبياءِ – عليهم السلامُ – يجدُ أنَّ للغنمِ دورًا في هذا التاريخِ، فإسماعيلُ – عليه السلام – ترتبطُ قصةُ حياتهِ بكبشٍ أنزلَهُ اللهُ فداءً لهُ وتصديقًا لرؤيَا أبيهِ ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾، وموسَى- عليه السلام- وهو في الوادي المقدسِ حالَ المفاجأةِ الكُبرى، جرَى هذا الحوارُ: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى* قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى﴾، ولمّا ائتمرَ القومُ بهِ وتوجَّهَ تلقاءَ مدينَ وقعتْ أحداثٌ كان للغنمِ فيها نصيب، فقد سقَى للمرأتين ثم دُعيَ إلى بيتِ أبيهِمَا الشيخِ الكبيرِ، وانتهَى الأمرُ بالزواجِ مِن إحداهمَا، وظلَّ مع أبيِهَا عشرَ سنين يرعَى لهُ الغنمَ، وهكذا كان للرعِي دورٌ أساسيٌّ في التاريخِ الإنسانِي، ولا زالَ للأنعامِ ارتباطُهَا الوثيقُ بحياةِ الإنسانِ قالَ ربُّنَا:﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ* وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ* وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾، والأنبياءُ ما هُم إلّا بشرٌ يعيشونَ مجتمعَهُم بكلِّ معالمهِ الإنسانيةِ، ولعلَّ في رعي الغنمِ توطئةً لرعايةِ الخلقِ وسياستِهِم، وفي رعيِهَا مِن الفوائدِ ما يعجزُ الإنسانُ عن تحصيلِهَا مِن غيرِ هذا العملِ، وقد يرى كثيرٌ مِن الناسِ أنَّه ﷺ رعاهَا كعادةِ قومهِ، ولم يكنْ يبتغِي مِن وراءِ ذلك إلّا الكسبَ الذي يستطيعُ بهِ مواجهةَ متطلباتِ الحياةِ، فقد كان عمُّهُ فقيرًا ذا عيالٍ، وهو فوقَ ذلك سيدُ قومِهِ، وكان للسيادةِ حينئذٍ مِن التكاليفِ ما يعجزُ الثرىُّ المليءُ، لكنْ لم يكنْ أمرُ رعيهِ للغنمِ ﷺ قاصرًا على إرادةِ الكسبِ فحسب، بل كان مِن وراء ذلك مقاصدٌ عظيمةٌ، وفوائدٌ جليلةٌ لا يُدركُهَا أصحابُ النظرِ القاصرِ، أذكرُ منهَا:
(أ) يقظةُ الراعِي: يجبُ عليهِ أنْ يكونَ واعيًا مدركًا لِمَا حولهُ؛ لأنَّ الغنمَ كثيرةُ الجريِ، سريعةُ الحركةِ، شديدةُ النفورِ، فإذا غفلَ عنها راعيهَا تفلتتْ منه، وصُعُبَ عليه جمعهَا وردهَا إلى مرعاهَا، وتكونُ بعدَ ذلك عرضةً لافتراسِ الضوارِي مِن السباعِ، ومهددةً بالفناءِ والضياعِ، فالراعِي يخرجُ مع الغنمِ في الصباحِ ينتقِى أماكنَ الرعيِ، ويعودُ بها آخرَ النهارِ ممتلئةً موفورةً، كاملةً غيرَ منقوصةٍ، فهؤلاءِ يكتسبونَ تلك الصفةَ بالممارسةِ حين يفقدونَهَا بالفطرةِ والوراثةِ.
(ب) حرصهُ على رعيتهِ: وحرصهُ على سلامتِهَا أمرٌ تحتمهُ عليه هذه الوظيفة؛ إذ لو كان مهملًا، أو متهاونًا لأدَّى ذلك إلى أوخمِ العواقبِ، حيثُ تتعرضُ لها الذئابُ فلا تجد مَن يدفعهُ، وتفترسُهَا الوحوشُ وهو غافلٌ عنها، أمَّا الراعيِ الحاذقُ فهو الذي يتفقدُ غنمَهُ، ويجمعُهَا كلما تفرقتْ، وإذا شذَّتْ منها واحدةٌ ردَّهَا إلى قطيعِهَا، فهو لا يهدأُ لهُ بالٌ، ولا تغمضُ له عينٌ ما دامتْ غنمُهُ تسرحُ هنا وهناك، وأنَّ حرصَهُ ليدفعُهُ لأنْ يدفعَ عنهَا كلَّ معتدٍ، ويحفظُهَا مِن التعرضِ للمهالِكِ حتى يعودَ بها سالمةً مِن كلِّ سوءٍ.
(ج) حسنُ القيادةِ: وتلك مِن أهمِّ الصفاتِ التي يستفيدُهَا الراعِي مِن وظيفتهِ؛ لأنَّ رعيَ الغنمِ يحتاجُ إلى سعةِ الصدرِ، وحسنِ الحيلةِ، وطولِ البالِ، وإذا فقدَ الراعِي شيئًا مِن ذلك ضاقَ بغنمهِ فنفرَهَا، أو ضاقتْ هي بها فنفرتْ منهُ، ويرجعُ آخرً النهارِ وقد فقدَ الكثيرَ مِن رعيتهِ إنْ لم يكنْ فقدَهَا كلَّهَا، ومِن حسنِ سياستِهَا أنْ يرتادَ بها المراعِي الخصبةَ، وألَّا يتركْ بعضًهَا يعتدِي على بعضٍ، فتنطحُ القرناءُ منها الجماءَ، وتحولُ بينها وبين الأكلِ والشربِ فتهزل، ثُمّ تتعرض للهلاك .
(د) حفظُ الأمانةِ: مِن أعظمِ صفاتِ الراعِي الأمانةُ؛ لأنَّه مؤتمنٌ على ما تحتَ يدهِ، فإذا لم يكنْ أمينًا عرضَ رعيتَهُ لكثيرٍ مِن المفاسدِ، وتلك الصفةُ هي جماعُ ما تقدمَ مِن الصفاتِ؛ لأنَّ فقدَ شيءٍ منها تعمدًا خيانةٌ، زِدْ على ذلك أنَّه يستطيعُ أنْ يبيعَ منهَا، ويدَّعِي أنَّها فُقِدَتْ، ويحلبُ لبنَهَا لنفسهِ، ويحرمُ أولادَهَا منهُ إلى غيرِ ذلك مِمّا يسدُّ حياةَ الغنمِ، ويضيعُ الفائدةَ على صاحبِهَا، ونحن إذا نظرنَا إلى هذه الصفاتِ وجدنَاهَا ضروريةً لكلِّ مَن يشتغلُ بهذا العملِ أفَلا يكونُ مَن يرعَى الناسَ ويقومُ على أمورِهِم أشدّ حاجةً إليهَا مِمّن يرعَى الغنم؟
إنَّ هذه المهنةَ فيهَا ما فيهَا مِن قسوةٍ ومتابعةٍ إلّا أنَّها تُثمرُ قلبًا عطوفًا رقيقًا، ثٌم إنَّ الرعيَ بعدَ ذلك يدع للراعي فرصةً للتأملِ في مظاهرِ الطبيعةِ، ونظامِ الكونِ حينَ يجلسُ في امتدادِ الصحراءِ يلحظُ غنمَهُ، وتلك الصفاتُ – السالفةُ – قد حازَهَا نبيُّنَا ﷺ وزادَ عليهَا، وما أعظمَ وصفَ اللهِ لهُ بقولهِ: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾، فهوﷺ دلَّ البشريةَ على أبوابِ الخيرِ، وأخذَ بأيديهِم إلى المعالِي، ولم يتركْ شيئًا ينفعُهُم إلَّا دلَّهُم عليهِ، ولم يتركْ شيئًا يضرُّ بهِم إلًّا حذرَهُم منهُ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَثَلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهَا جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، وَجَعَلَ يَحْجُزُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَتَقَحَّمْنَ فِيهَا، قَالَ فَذَلِكُمْ مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ، أَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، هَلُمَّ عَنِ النَّارِ، هَلُمَّ عَنِ النَّارِ فَتَغْلِبُونِي تَقَحَّمُونَ فِيهَا» (متفق عليه) .
*اشتغالُهُ بالتجارةِ: كانتْ خديجةُ – رضي اللهُ عنها – سيدةً تاجرةً ذاتَ شرفٍ ومالٍ، وصاحبةَ تجارةٍ تبعثُ بها إلى الشامِ، وكانت تستأجرُ الرجالَ، وتدفعُ إليهم المالَ مضاربةً، وكان النبيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد جاوزَ العشرينَ مِن عمرهِ المبارك، وأصبح شابًا جلدًا قويًّا، يزينُ شبابهُ ما يتمتعُ بهِ مِن حلوِ الشمائلِ، ونبلِ الأخلاقِ، فكان ذلك مِمّا وجَّهَ نفسَ السيدةِ خديجةَ إلى أنْ يعملَ لها في تجارتِهَا، فأرسلتْ إليهِ، فلمَّا جاءَ إليها قالتْ لهُ:«قَدْ دَعَانِي إِلَى الْبَعْثَةِ إِلَيْكَ مَا بَلَغَنِي مِنْ صِدْقِ حَدِيثِكَ وَعِظَمِ أَمَانَتِكَ وَكَرَمِ أَخْلَاقِكَ وَأَنَا أُعْطِيكَ ضِعْفَ مَا أُعْطِي رَجُلًا مِنْ قَوْمِكَ فَفَعَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَقِيَ أَبَا طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ هَذَا الرِّزْقَ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ» (دلائل النبوة للأصبهاني)، ثم خرج صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتجارَتِهَا إلى الشامِ، ثُم عادَ إلى مكةَ، وإذا بخديجةَ في عليةٍ لها، فرأتْ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تكسوهُ المهابةُ والجلالُ، فلمَّا دخلَ عليها أخبرَهَا بخبرِ التجارةِ وما ربحتْ، فسُرتْ لذلك سرورًا عظيمًا، وخرج صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن عندها، وتركَ عندها غلامَهَا “ميسرةَ” الذي تابعَ عن كثبٍ أخلاقَهُ، وبرَّهُ، وعطفَهُ، وحسنَ معاملتهِ، وأمانتَهُ، وبشرَى الراهبِ لهُ … إلخ مِمّا استدعَى أنْ رغبتْ في الزواجِ مِن سيدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ولذا كانَ – كثيرًا – ما يذكرُهَا بخيرٍ بعدَ موتِهَا – رضي اللهُ عنها-، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا، فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ، قَالَتْ: فَغِرْتُ يَوْمًا، فَقُلْتُ: مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا قَالَ:«مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ خَيْرًا مِنْهَا، قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ» (أحمد، صحيح)
إنَّ حياةَ رسولِنَا – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – كانتْ مليئةً بالتعبِ والكفاحِ والمثابرةِ، فلم ينعمْ بالراحةِ والهدوءِ قط أفَلا يكونُ ذلك قدوةً للشبابِ والفتياتِ، وأدعَى للعملِ والكدحِ، وعدمِ استحقارِ الكسبِ مهمَا كان مصدرُهُ طالمَا مِن حلالٍ، ويتفقُ مع شرعِنَا وأعرافِنَا، إنَّ فقهَ هذا الأمرِ وفهمَهُ يفتحُ بابَ الأملِ والطموحِ، ومواصلةِ الليلِ بالنهارِ في سبيلِ تحقيقِ الهدفِ، ويغلقُ بابَ اليأسِ والقنوطِ قالَ ربُّنَا ﴿لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾
*تفاعلُهُ مع قومهِ ومَن حولَهُ مِن الناسِ: لم يكنْ رسولُنَا – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قبلَ بعثتهِ منعزلًا عن الناسِ، بل كان يجاوبُ معهم ويشاركُهُم أحوالَهُم المختلفةَ – سوىَ اللهوِ- فها هو يشاركُهُم حربَ الفِجَارِ التي وقعتْ بينَ قريشٍ وكنانةَ وبينَ قيسِ عيلان، ووقعتْ حربٌ ضروسٌ، وكان- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يجهزُ النبلَ للرميِ، وكثُرَ القتلُ في الطرفينِ حتى رأَى عقلاءُ القومِ أنْ وَضْعَ أوزارَ الحربِ والاصطلاحِ خيرٌ مِن الاقتتالِ، فهدمُوا ما بينهُم مِن العداوةِ، وعلى أثرِ ذلك حصلَ حلفُ الفضولِ الذي تداعتْ إليهِ قبائلٌ مِن قريش، وكان اجتماعُهُم في دارِ عبدِ اللهِ بنِ جدعانَ التيمِي، فتعاهدُوا على ألَّا يجدُوا بمكةَ مظلومًا مِن أهلِهَا وغيرِهِم مِن سائرِ الناسِ إلَّا قامُوا معه، وشهدَ هذا الحلفُ النبيَّ ﷺ ، وقالَ عنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “لَقَدْ شَهِدْتُ فِي دَارِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ حُمْرَ النَّعَمِ، وَلَوْ أُدْعَى بِهِ فِي الْإِسْلَامِ لَأَجَبْتُ” (سنن البيهقي)، ولذا نهَى دينُنَا المسلمَ أنْ يعيشَ وحيدًا عن الخلقِ لا يشاركهُم أفراحَهُم وأحزانَهُم وهمومَهُم فعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ» (ابن ماجه) .
وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حكيمًا بصيرًا، فها هو في موقفٍ عمليٍّ يعرفُ كيف يصرفُ الأمورَ ويضعُهَا في نصابِهَا الصحيحِ “لما بلغَ بنيانُ موضعِ الحجرِ الأسودِ عندَ بناءِ الكعبةِ حصلَ الاختلافَ، وتنازعَ القومّ في شرفِ وضعِ الحجرِ الأسودِ أربعَ ليالٍ أو خمس، حتى كادَ الحالُ أنْ تتحولَ إلى حربٍ ضروسٍ إلّا أنَّ أبَا أميةَ بنَ المغيرةِ المخزومِي عرضَ عليهم أنْ يُحَكِّمُوا أولَ داخلٍ عليهِم مِن بابِ المسجدِ، فارتضَى القومُ ذلك، فإذا بسيدِنَا محمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكونُ ذلك الداخلَ، فهتفَ القومُ: “رضينَا بالأمينِ”، فطلبَ منهم رداءً فوضعَ الحجرَ وسطَهُ، وطلبَ مِن رؤساءِ القبائلِ أنْ يمسكّوا جميعًا بأطرافِ ذلك الرداءِ، وأمرَهُم أنْ يرفعُوه حتى إذا أوصلُوه إلى موضعهِ أخذهُ بيدهِ فوضعَهُ في مكانهِ، فرضِيَ القومُ بذلك، وانتهَى العراكُ والنزاعُ .
نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنَّه أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، وأنْ يوفقً ولاةَ أُمورِنَا لما فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ .
كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال
عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف